الخميس، 17 ديسمبر 2009

سعيد علي محمد بابكر ود اللباب..,..عبد الرحمن محمود حبيب الله محمود

2/ سعيد علي محمد بابكر ود اللباب - (قطر الدوحه) - 6/12/2009

رحم الله نجم الدين محمد نصر الدين هو من مواليد اربجي بالجزيره في عام 1955 نجم الدين فقد للوطن وللاهل فهو رجل مع الحق مدافع بقلمه وفكره وهو انسان اجتماعي من الطراز الفريد كان يصل رحمه ويساعدهم كان همه وشغله الشاغل هو ان تكون المعرفه متاحه للجميع وتبني في منتدي اربجي مدينه العطاء مشروع المكتبه الالكترونيه ودعمه بماله وقلمه وباذن الله سوف يحمل هذا المشروع اسم الراحل عرفانا له نامل من كل معارفه ورفاقه المساهمه في هذا المشروع حتي يري النور

1/ عبد الرحمن محمود حبيب الله محمود - (السعوديه الدمام من ابناء العزازي الجزيرة) - 5/12/2009

الاخ المكاشفي رحم الله هذا النجم الذي غاب عنا واسكنه فسيح جناته مع الخالدين ورحم الله جميع موتى المسلمين ولكن نحن في السودان يرحل المبدع عندنا في هدوء تام ودون ان نحس به لاننا لا نعرف قيمة المبدع الا بعد رحيله وهذا يؤدى الى نضوب الإبداع والمبدعين في بلادي وذكرت أخي المكاشفي ان انه من خريجي جامعة الخرطوم فقط ليتك اسهبت عنه وعن سيرته وعن انجازاته فانا أول مره اسمع بهذا الاسم والذي قد يكون معروف لك رحمه الله وذكرت انه كان يغسل في أمريكا ولماذا أمريكا؟ فهذا يدل ان هنالك قصور في السودان في هذا المجال الحيوي وهو مراكز غسيل الكلي ذلك المرض الذي لا يمكن ان يوصف قولا شفى الله كل مصاب ً وأتمنى من الدول أن تهتم بهذا الأمر وغيره من الأمور الحياتية وان نبعد عن الأشياء الكمالية والتي ارهقنا كثيرا

بدر الدين الأمير

بدر الدين الأمير

باسم الاهل في أربجى وفي كل مهجر من مهاجرنا ومنافيا
باسم زملا نجم الدين في الدراسة والمهنة الذين شتتهم
الغارمون الجدد وتواصلو حين افل نجمهم بالفجيعة واتو
يبكونه ويبكون الوطن الذى فقد نجمه ويفقد نجومه يوم
بعد يوم...
باسم تلاميذه الذين فقدو من يهدهم معرفة وعلم.....
باسم انبياء الكملة قراء وكتاب الذين كانو مد ومداد
نجم الدين ...
باسم الحبوبات والخالات والعمات والاخوات وكم هن الان
فاقدات النجم...
الذى يتفقدهن ويضاحكهن ويتغزل فيهن ويغرس فيهن الامل
بان يوم بُكر كم هو جميل واجمل من أمس ... المنقضى..
باسم اصدقاء ومعارف نجم الدين الذين لاحصر لهم وكم هم
يحزنون الآن ...
أقدم كل إجلالى وتقديرى وحبى كل من شاطرنا واخذ شىء من
حزننا بالترحم وطلب الرحمة للدين النجم


سلمى الشيخ سلامه ... للحزن طعم الغياب

سلمى الشيخ سلامه

للحزن طعم الغياب
وللموت رائحة الرماد
ولى
مجرات البكاءجميعها
ونجومها وسمائها وفضائها
لى حزنى الابدى
ظل وقصيدة
كيف ابكيك يانجما هوى
انتج اختلالا فى الطبيعة
خبا الزهر والضحك
الينساب
من قلبك الفرحان
بالعاب الحياة .. الطفولة التى مافارقتك
والبراءة صنوك
ياشفيف الروح
زرنى
فجهاتى قد "محلت" وضاقت بى الدنيا
اعنى ياصديقى

الحروف تفتقد بريق النجم الثاقب

الحروف تفتقد بريق النجم الثاقب* !!. .. بقلم: أمين محمّد إبراهيم /المحامى
الخميس, 10 ديسمبر 2009 10:38

aminmibr@yahoo.com
كان صديقنا و زميلنا الراحل المقيم، نجم الدين محمد نصر الدين، إنساناً منسوجا من رغوة النبل، ذا روح عذبة ودودة، و قلب مصنوع من رحيق الخير الخالص، لذا أحبّه كل من عرفه من خاصة أهله و زملاء الدراسة والمهنة، وعملائه وزبائن مكتبه من المتقاضين، ومعارفه الكثر فى مختلف المجالات. وبخصاله وخصائصه النادرة المثيل تلك، وتفرده المائز ذاك، احتل صديقنا الراحل، فى أفئدتنا نحن خاصة أصدقائه وزملائه، مكاناً رفيعاً و موقعاً مرموقاً مذ عرفناه ولا يزال، وسيظل كذلك، ما دامت قلوبنا تنبض بالحياة. وسيبقى طيفه دائماً "نجماً ثاقباً"ً، يشخص باستمرار فى أفق رؤانا ورؤيتنا، صباح مساء، بوجهه الضاحك الخصيب، وقلبه الكبير، وروحه السمحة، فيجلجل صوته الودود ملء أسماعنا، و يسطع بريق حضوره الوهاج ملء أبصرنا، رغم رحيله الفاجع.
عندما حلّت الجائحة، وشتت بنا سبل الحياة وظروفها، و فرّقتنا الأيام أيدي سبأ، و تعاورتنا المهاجر، وعزّ، من ثم، اللقاء استعضنا عنه، بالتواصل عبر صفحات الصحف السيارة و الاسفيرية على مواقع الشبكة المعلوماتية الدولية "الإنترنت"، أو وسائط الاتصال الحديث الأخرى المتاحة من هواتف وغيرها. فكنا نتابعه بقلق و إشفاق، فى ترحاله الدائم أينما حل، علّه يجد ما يعينه على محاصرة الداء الوبيل، ويمّكن من السيطرة عليه، والحد من تطوراته ومضاعفاته. و فى اتصالاتنا معه، سرعان ما كان يقطع الطريق، على من تطغى نبرات الإشفاق والقلق على حديثه معه، بتطمينه على صحته، والمبادرة بتغيير مدار الحديث، إلى وجهة أخرى. فمعي مثلا كان يبادئنى فيأخذني، على حين غرة، بالعتاب لما يعتبره تراخ أو كسل منى فى مواصلة الكتابة، أو حتى مجرد الإقلال منها، و ما كان يقبل منا تقصيراً فى هذا الجانب، لا سيما وأنه يعتبره قصوراً، فى أداء أهم الواجبات، مع التمكن وعدم العذر الشرعي، كما فى قول فقهاء الشرع. وكم كان محقاً فى ذلك، وقد أخذ نفسه بالشدة والصرامة فى هذا الميدان، فظل يساهم بعطاء فكره الوقاد، رغم الداء والأعداء، فتناول قضايا وهموم الشأن العام وبالتركيز على ما يهجس بالنا من تردى الوطن وميل حاله الأسيف. فكتب دون توقف حتى لزم سرير المستشفى، لم يقعده المرض، وسنوات الترحال بين أمريكا والصين والسودان، بحثاً عن استرداد ما أعتل من عافيته، بالجراحة أو العلاج الذي عزّ عليه حتى فى وطنه الذي أحب. بل واصل الكتابة حتى وهو يرسف، فى السودان كما فى المهاجر البعيدة، فى قيود من التوصيلات الطبية على كرسي الغسيل الكلوي الدوري، معلقا بين الأنابيب مغروزة النهايات فى جسده، لجريان دورة دموية كاملة لجسده، تبدأ وتنهى إلى شرايينه، عبر جهاز خارجي، أشبه بالحاويات الصغيرة. و من أمريكا، كتب فيما يصلح أن يطلق عليه، يوميات غسيل مريض الفشل الكلوي، يقول أن عملية التنقية هذه برتابتها المضجرة، كانت تجرى تحت بصره لثلاث مرات، أو نحو ذلك أسبوعياً، وتستغرق الواحدة منها الساعات الطوال، فيضطر للاستعانة عليها بالصبر ومشاهدة البرامج التلفزيونية أو القراءة الاضطرارية. وقد ترجم فقيدنا العزيز تجربة معاناته مع هذه الجلسات البغيضة، بتفاصيلها الدقيقة و مراحلها المختلفة، وكأنه يتحدث عن عذابات شخص آخر، و لا غرو فى ذلك فقد كان دائماً ذاهلاً عما به من آلام ملتفتاً عنها، ليتألم حقاً لعذابات الآخرين، "جملاً للشيل وحمالاً لهموم الناس".
و فى آخر محادثاتي التلفونية معه، قبل أشهر قليلة من رحيله، انقبض قلبي وهو يرد على بصوت، بدا لي أن قد نال منه الرهق الطويل، وبانت عليه آثار المجالدة المتطاولة للداء الوبيل، فجاء ينثال رقيقا خافتاً يعبّر عن معاناة و أوجاع الجسد العليل، رغم جهد صاحبه الواضح لمغالبة مظاهره. فقلت له أصبر فقد صمدت وصبرت، على أوجاعك وآلامك، صبرا جميلاً. فأجابنى ممازحاً بأنه صمد فى مقاومة المرض ولن يستسلم له ، بل سيصمد صموداً حتى يهلك دونه. فقلت له ممازحا أيضاًُ، لا تقلق فنحن شهود عيان على صمودك، و نريد منك فقط مواصلة الصمود دون أن تهلك دونه، حتى لا تكون قد هزمت، الغرض من الصمود نفسه، فضحك بدوره. فانقبض القلب مرة أخرى، لافتقادي ما ألفت و أعتدت عليه، من خصائص كيمياء ضحكه، أولها صدوره صافياً كما البلور من القلب، وثانيها قدرته على نشر "عدوى" الفرح وتدويره، على القريب والبعيد. ولا عجب فقد كان، من فرط سخاء وكرم نفسه وجمال خلقه، مكرّسا للخير والفرح والتفاؤل والمسرة، لا تعرف مشاعر الغضب التى تجتاحنا أحياناً كثيرة بسبب وبلا سبب، إلى قلبه الكبير سبيلاً أبداً. وأشهد أنى، وربما و افقنى فى ذلك أصدقائنا المشتركين، لم أره غاضبا أو مغاضباً أو مكدراً يوماً منذ عرفته فى العام 1975م. وهذه صفة تليق بالرسل والملائكة فقط، و قلما يتصف بها إنسان عادى.
وإذ يرحل ويمضى عنك مثل، هذا الإنسان الإستثنائى النادر، فكيف العزاء يا أصدقائي؟؟، وقد انفرط برحيله نسق اصطفاف مجلسنا، واختل نظام تسلسل عقده، وتبعثر شملنا، وأصيبت أواصر تماسكنا المعنوى، فى مقتلها حقيقة لا مجازاً، وإذا بكل واحد من أصدقائه المكلومين، لا يكاد يصدق رحيله من بيننا، فيستدعى قول الخليل وقد قتله فى مهجر استشفائه ظمأ النوستالجيا إلى الوطن ومجالس رفاق أنسه العامر به إذ يقول:
مجلسك مفهوم كلو رايق شوفو ناقص زول ولا تام.
فقولوا لي بربكم، كيف السبيل إلى تمام مجلسنا وكماله، وقد غاب عنه النجم الثاقب، و اكتنف وجوده الباذخ بيننا العدم، و لفت حداء ركبه كآبة الصمت، وانطوت صفحات حياته العامرة، ولم يبق إلا الأسى والذكريات؟؟. فتأتى إجابتنا، من ثم، و دونما أدنى شك، باكية حزينة، بأن مصابنا جلل، وفقدنا باهظ وفادح، و نقصاننا بفقد عزيزنا نجم الدين، لا يعوّضه شئ و لا يتمه أحد بالغاً ما بلغ من الشأن أو العدد.
عرف صديقنا و زميلنا الراحل المقيم، بين زملاء دراسته ومهنته، بأنه من أكثر أبناء جيله عموماً تفوقاً ونجابةً ونبوغاً، بل كان من أميّز طلاب الدفعة، 1975 - 1979م بكلية القانون/ جامعة الخرطوم، ذكاءً و نباهة عقل و رجاحة فكر ووسامة ذاكرة وأكثرهم قدرة على النفاذ، وفى أقصر وقت ممكن، إلى لب مراجع ومصادر مقررات منهج القانون بتعددها، والخروج منها، فى أقل وقت ممكن، بحصاد خصيب وغنى وافر، يجد فيه قارئه أنه قد أحاط بجوهر موضوعه، إحاطة كلية شاملة، و ما فرّط فيه من شئ، بل جمع فأحوى.
وتعويلاً على ما تقدم ذكره، من نبوغ ونجابة وتفرد، مسنود إلى حصيلة واسعة من المعرفة المكتسبة بالاطلاع المثابر، قدّم فقيدنا العزيز نجم الدين نفسه إلى القراء، بما نشرته له الصحافة السودانية، إلى جانب موقعي سودانيزأونلاين و سودانا يل الاسفيريين، من مقالات مختلفة و متنوعة. أتحفنا فيها و القراء بآراء وأفكار يانعة وافرة الثراء بالغة الخصوبة، "وديكة" الدسم، كاملة السداد مبنىً ومعنىً، و بلغة أدبية رفيعة، اتسمت بالرصانة وجزالة الألفاظ والعبارات وبعد النظر، و حسن الاستدلال و سداد الرأي وحصافته،. وعبرها تعرف القراء على نجمنا الثاقب، فتعلّقت أفئدتهم به و بما يكتب.
وأيا كان الموضوع المتناول والمطروح على طاولة البحث والحوار فقد كان نجمنا الثاقب يوظّف الكتابة كشكل عقلانى، من أشكال التعبير الابداعى، لمخاطبة وعى المتلقي، بلغة ومضامين المعرفة ومفاهيم الاستنارة معاً، بوعي متقد وبصيرة نافذة وإتقان مشهود، ضرورة إدراكه العميق بفيوض الطاقة والحيوية، الكامنتين فيها أي الكتابة، كأداة من أخطر أدوات الرافع الفاعلة، لنشر الوعي و بسطه وتجذ يره و مراكمته، إلى أقصى الدرجات المتاحة، بحسبان ذلك شرطاً من الشروط الضرورية اللازمة لإحداث التغييرات الجذرية المطلوبة، لنقل المجتمع إلى درجة أرقى فى مدارج تطوره السالك دوماً إلى أعلى، فى سلم التقدم.
إنما الدنيا شجون فى شجون وحزين يتأسى بحزين.
بيت من الشعر لا أعرف من قائله، قرأته فى بواكير الصبا، فى دفاتر و الدى رحمه الله رحمة واسعة، كتبه بخط يده الفريد الأنيق. وقفت عنده كثيراً، مشفقاً وقتها على والدي أسكنه الله فسيح جناته، فلا يصطفى مثل هذا القول المفعم بالحزن الممض، إلا من كابد مثله، فتعلق بذاكرتي منذ ذلك الوقت، و اختبأ بجدران أنسجتها، يعود إلىّ و أعود إليه كلما فقدت عزيزاً، علّنى أجد فيه وفى ذكر من رحلوا من الأحباب، بعض العزاء.
فالعزاء لنا ولأهله آل الشيخ محمد نصر الدين، ولنا وكل مواطني أربجى، مسقط رأس فقيدنا العزيز، والعزاء لنا وللوطن بأجمعه. والعزاء لنا ولكل زملائه و أصدقائه المحامين والقانونيين عامة، ولنا و لأصدقائه و زملائه فى اتحاد الكتاب وصحيفة الصحافة والصحفيين عموما، ولنا و لمعارفه وأصدقائه الكثر، فى السودان وخارجه. والعزاء لنا ولهم جميعاً إن كان ثمة إمكان للعزاء أو السلوى، بعد رحيل نجمنا الثاقب.
والعزاء لنا وللقراء الكرام، ولا شك أننا فى يومنا الكئيب هذا، وفى ملابسات حزننا المقيم هذا، المحيط هذا، الشامل هذا، العميق هذا، فى أمسّ الحاجة إلى تبادل التعازي والمواساة معهم، وهم من عودهم معنا فقيدنا على متابعة، كل ما يخطه يراعه، الحاذق المتمهر فى فن الكتابة القاصدة، بشغف ظاهر و تقدير و استحسان بالغين. والشاهد أنه وفى زمن وجيز وقياسي، حاز حب وإعجاب الكثير من القراء، وها هم الآن يفتقدون معنا بريق نجمهم الثاقب، فيبكون معنا حزناً على فقده الجسيم الباهظ.
هامش:
* جاء ذكر "النجم الثاقب"، فى محكم التنزيل فى قوله تعالى:" السماء والطارق* وما أدراك ما الطارق* النجم الثاقب". وجمعه النجوم الثواقب وهى ما عرف بالنجوم النيوترونية فى الكشوف الكونية، التى أذهلت العلماء، فى النصف الثاني، من القرن العشرين، ذلك أنها نجوم عملاقة بمفعولها لا بحجمها، تتركب من النيوترونات الثقيلة المنضغطة على بعضها البعض، والخالية من الشحنة، ولذا تستطيع اختراق أي ذرّة دون التأثر بشحنتها، و تثقب الإشعاعات الصادرة عنها الأشياء ثقباً، كما تطرق نبضات ذات صوت عال تصدر عنها صفحة السماء طرقاً. وهو مما أعتبر إثباتاً علمياً تاماً لما جاء فى الوصف القرآني الكريم

هالله .. رحل نجم الدين الانسان .. بقلم: سلمى الشيخ سلامة

هالله .. رحل نجم الدين الانسان .. بقلم: سلمى الشيخ سلامة
الأربعاء, 09 ديسمبر 2009 09:40

رحل شيخى وسيدى عالى المقام مولانا نجم الدين نصر الدين المحامى ...
اخو الاخوان والاخوات ..معشى الضيفان وسيد الكلمة الصادقة ، حافظ القرآن والشعر والحديث والسيرة، القارئ النهم ، الكاتب الذى يعرف متى يضحكك وانت فى اعلى مواقع تراجيديتك ، يسلبك الامن محبته ويكسوك بها
هالله .. يانجما خبا من بعد ان التمع فى حياتنا .. رحل حافظ (سر) شعر الحقيبة يحفظها سرا سرا ..ويعرف مقدار عظمتها .. ينشدها من لوح امام روحه ، فيما يتناهى اليك صوته مغنيا لكنه وباعترافه لم يكن يجيد سوى حفظ الشعر ..
عقد من الزمان كانت بداية معرفتى به .. فى مدينة ايوا فى الولايات المتحدة ، ذات مساء كلمنى صديقنا المشترك عبد الله محمد عبدالله " ود السجانة "وسالنى ان كنت فى البيت او ساخرج ، كان نجم رفقته فساله عن المتكلمة ، فاجابه بانه يتحدث الى ّ "استلم المجال " وتحدث الى ّ وحين طال امد الحديث بينناوانسدلت خلاله القصائد واسترسل فى الشعر المبين فصاحة ، قال لنا
ـ خلاص يا بت الشيخ بجيب ليك نجم واجيك فى البيت بدل الكلام بتاع التلفون "وقطع عبد الله يقين الحديث ليبدا بروح اكثر حميمية ولم يخرجا حتى اذن الليل للصباح ان يدخل ، وجدانا وصدقا نادرين غزانا بهما نجم الدين ليلتها ..
كان يشيلنا مع محمود درويش ويحطنا على بحيرات المجذوب ويقودنا بين دهاليز صلاح احمد ابراهيم ، عن ظهر قلب وبمعرفة اصيلة ، ليعود الى محبوبته الاثيرة "حقيبة الفن " تاريخا وشعرا ومغنين ، يطوف بنا فى معارج من الحديث الشهى ، لا يقطعه قاطع ولا يمنعه مانع ..
حين لا نلتقى فى بيتنا او بيته ، يكون اللقاء فى المقهى ، نديمنا فناجيل القهوة التى يحب رائحتها رغم انه لايشربها لخوفه من ارتفاع الضغط ، لكنه يدعونى لتلمس موطئ جمال الرائحة فاجيبه طائعة ، يحتفى نجم بالكتب ، ايا كانت لغتها ، فهو مجيد للغتين العربية والانجليزية ، حين صدرت الطبعة الجديدة لمجموعة الطيب صالح باللغة الانجليزية ، كان قد اشترى عدد من النسخ اهدى احداها الى الممرضة التى كانت تضع له الجهاز للغسيل ، واخرى لمريض كان محبا للقراءة كما نجم ، واخرى اهداها لابنته عزة
يانجم
للحزن طعم الغياب ..
للموت رائحة الرماد ..
ولى مجرات البكاء جميعها ..
ونجومها .. وسمائها .. وفضائها ..
لى حزنى الابدى
ظل وقصيدة
كيف ابكيك يانجمى الذى هوى ؟؟
انتج غيابه اختلال فى الطبيعة ..
خبأ الزهر والضحك الينساب من قلبك الفرحان بالعاب الطفولة ..
الطفولة التى ما فارقتك والبراءة صنوك ..
يا شفيف الروح زرنى
فجهاتى قد "محلت "
وضاقت بى الدنيا ..
أعنى يا صديقى
يا صديق الكل اعنى ..
منذ ان حط رحاله فى مدينة ايوا ظل بيته متنفس للجميع ، نادى او مقهى لا تخبو انواره ، مكان تستريح اليه النفس ، يجئ الكل على عجل ليمارس هواية الضحك رفقة نجم ، الذى تلتف حوله كل "قرائن " المحبة فى اروع مرافعة حيايتة .. زخمها الفرح وكلماتها البهجة ومغزاها الانسانية للجميع .. فى حضرته نثمل "دون راح " كما يقول دائما عن وجود الحاضرين ، فهو كما لم يدخن لم يتذوق خمرا فى حياته ، لكن راحه هو الحديث العذب الدائرة كؤوسه بين الحاضرين ، حديث يجعلك " تتكيف " ويرتاح دماغك المتعب من هم وتحزين ..
حتى ان اختلفت معه ، يتيح لك حق "رفع دعوى " بديمقراطية متناهية سلوكا وقولا ، بحديث شجى يغذيك به فى يسر وعذوبة فائقين ..
يا لنجم الدين .. يا لى
غابت ضحكة سمعتها كل المدينة واحتفت بها حيثما وضعتنا اقدامنا معا ، كانت الضحكة "السر المصون "الذى يفتح خزانته نجم الدين يعرف كيف يجعلك تضحك من اعماقك بنكتة طازجة او سخرية حتى ان كانت عن نفسه حين لايجد من يسخر منه ..؟!
تارة يضحك من الالم الذى يحيطه ، واخرى من "شتارته"فى الرقص الذى احبه رغم تلك الشتارة
لكنه يمضى الى حيث يحب ، وهنا لابد من الحديث عن حبه ، بل عشقه لاثيوبيا فكلما عاد الى ايوا كانت عودته مرهونة بالوقوف الى اثيوبيا ذلك انه متن اواصر هذا العشق متعلما ومتحدثا بعد ذلك للغات الاثيوبية "امهرنجة ـ تغرنجة " متعرفا على كل مدنها يهفو اليها كما يهفو لمحبوبة ازلية ، جاعلا اياها فردوسه الحميم ، يصل اليه كلما اشتد جحيم من حوله ، يعرفها منبعا منبعا ، مجرى نهر لاخر ، ومدينة مدينة ، شبرا شبرا ، حتى لتظنه اثيوبيا ضل طريقه الى السودان .. بل اثيوبيا كامل الاهلية كما كان يقول عن نفسه ،
يرقص رقصة الاثيوبيين تلك فنضحك ونحبها لاجله ..
هالله رحل نجم الدين عاشق الحياة ، الذى كان يحلم ان تعود اليه صحته ليتزوج وينجب اطفالا يملاؤون حياته كما ملاها عزة ومحمد
لكنه مضى ماسوفا على شبابه فهو فى عداد الشباب حيث ولد فى اربجى العام 1955 ورحل وهو فى قمة شباب الروح والقلب
رحم الله نجم الدين نصر الدين والهمنا الصبر وحسن العزاء

Salma Salama [ fieroze@hotmail.com


http://sudanile.com/index.php?option...4-27&Itemid=55

بشفافية .. نجم الدين محمد نصر الدين

بشفافية

نجم الدين محمد نصر الدين

حيدر المكاشفي

غيّب الموت يوم الاربعاء الماضي المثقف المتميز والقانوني الضليع والكاتب الصحفي المهموم بأمهات القضايا الوطنية الاستاذ الصديق الرقيق نجم الدين محمد نصر الدين بعد صراع مرير مع داء الكلى خاضه الرجل بشجاعة وثبات وإيمان وتحدٍ إلى أن أخذ الله امانته، لم يقعده المرض عن مواصلة اسهاماته ونشاطاته الثقافية والاجتماعية والحقوقية والصحافية، ولم يصرفه همه ووجعه الخاص عن التفاعل والانفعال والتواصل مع الهموم والاوجاع العامة، بل كان يتحامل على مصابه الخاص حتى في احرج لحظات مرضه، وكان يحمل هموم وطنه وأوجاع شعبه أينما حلّ وارتحل خلال رحلة بحثه عن العلاج، فكان السودان وشعب السودان وقضايا السودان حاضرة عنده على الدوام وهو على السرير يتلقى جرعات الغسيل في الولايات المتحدة، أو وهو معلّق في الهواء في الطريق إلى الصين أو في القاهرة أو الخرطوم وغيرها، كان الوطن والهموم الوطنية دائما مقدمة عنده على ما سواها، وكل شئ عنده في سبيلها يهون، حيث كانت أنات الوطن تطغى على أنينه الخاص فينسى آلامه وأوجاعه ويعكف على كمبيوتره المحمول ليكتب للوطن وعن الوطن ما يثري به صفحات الصحف والمواقع الاسفيرية. وقد شهدت له هذه الصحيفة «الصحافة» التي تشرفت بأن كان أحد كتابها الراتبين الذين جمّلوا صفحات الرأي فيها ورفدوها بالفكر الثاقب والملاحظات الذكية والآراء النيرة والانتقادات الموضوعية، شهدت له صفحاتها بهذه الحمية الوطنية والاخلاص الذي يسترخص كل شئ في سبيل الوطن، وكان يتوسل لبلوغ غاياته الوطنية الكبرى التي كانت محط اهتمامه بلغة رزينة ورصينة تخصه وحده تعرف انها له من أول سطر دون النظر إلى صورته أو مطالعة اسمه، يجللها بهيبة التناول الموضوعي المتوازن والمزاج المتزن وعقيدة التوسط، فلا تملك إلا ان تحترم وتستمتع بما يكتب وأن كنت معه فيه على خلاف، كان ذلك هو نجم الدين النجم الذي كان أول دفعته بكلية قانون جامعة الخرطوم، إذا رأيته لأول وهلة ربما ازدريته لتواضعه وبساطته، بينما هو في جوهره وحقيقته أسد هصور وعالم ضليع بما يتحدث عنه أو يكتب حوله وتلك شيم العظماء.

كتب مرة هذا السائح الوطني الزاهد في احدى سياحاته الوطنية بين عدد من القضايا الشائكة بأسلوبه المتفرد الخاص ليعرج ببراعة لتناول شأن ذي خصوصية له يقول:أخبار الوطن وهمومه هى دوما ما يلاحقك فى صحوتك أو حتى فى عز المنام كما قال الشاعر أو ذاك الآخر، الذى استطرد اننا أصبحنا كالأسماك لا نستطيع بعض فكاك نموت إذا فارقنا مياهه هذا المكان «المسقط للرؤوس» والذى أضحى مسقطا الآن لبعضها «بضم الميم».

فى احدى متابعاتى للفضائية السودانية متلهفا لتسقط الأخبار، أعلن المذيع الأستاذ عمر الجزلى ان هنالك إحتسابا من رئاسة الجمهورية، فقلت فى سرى لا بد انه انتقال لمسؤول حكومى كبير، ولم يطل الانتظار لينعى لنا الزميل الاستاذ الصديق الصدوق وضاح المحيا ابيض الثنايا والنوايا ، الاستاذ عبد الهادى أحمد، الشهير بعبود وزير الثقافة ونائب والى الشمالية ورفيقيه الذين قضوا فى حادث حركة وهم يغيثون أهلاً يعينونهم على الحياة ويدفعون حياتهم لذلك ثمنا ، فتمدد الحزن وأصاب القلب ثقل ظل ملازما لى بقية ذلك النهار وما طفق مصبحا ومقيلا ، فإذا بآخر يأتى فى أعقابه وبه الصدمة والذهول كله، وهو ما اصاب من مصيبة الأستاذ محمد طه محمد أحمد، زميلى فى مقعد الدرس وحجرته، بل مجموعته أول عهدنا بالطلب فى كلية القانون، وان فرقتنا دروب السياسة إلا ان تقاطعات الصحافة جمعتنا ثانية.

سلة الأحزان هذه وحقيبتى، هما ما صحبتانى إلى واشنطون ليتم التشاجن حول كل هذا وغيره مجددا مع الاصدقاء المقيمين هنالك والذين يوفون أنباء الوطن حقها فى المتابعة بأكثر مما يفعل المواطنون القاطنون الصامدون القابضون على جمره كما يُقال.

رحمك الله نجم الدين وألهمنا وآلك الصبر الجميل.

ما لا يعرفه البعض عن الراحل نجم الدين


ما لا يعرفه البعض عن الراحل نجم الدين



نعى الناعون بالأسى العميق عبر مجالس عزاء ومراسم تأبين متفرقة بالسودان وخارجه وعبر الصحف المحلية، وعبر الشبكة العنكبوتية الراحل المقيم الاستاذ/ نجم الدن محمد نصر الدين المحامي، الذي انتقل إلى دار الخلود بعيد عيد الأضحى بقليل بعد صراع طويل مع داء الكلي في مشافي أمريكا والسودان، وقد سطروا عن مناقبه كل فيما يعرف من جانب، في الود والحميمة، في سماحة العشرة، في حسن الخلق، في نقاء السريرة، في توطئة الكنف والألفة، في تعدد المعارف، في تنوع المواهب في الأريحية وخفة الروح، في الصبر على البلاء، بل والهم والإنشغال بالانتشار المروع للمرض (داء الكلى) بالسودان والتفكير في الحد منه وتخفيف ضراوته عبر أفكار وأراء نيرة نالها من تجربته الطويله معه وبثها لبعض أصدقائه كما وثقها د.اسامة عثمان في مقاله عبر صحيفة سودانايل من نيويوك بتاريخ 10/12/2009م وغيرها من مناقب.

في هذا المقام وأنا لست بكاتب في الصحائف ولا مرسل لمقالات عبر أي وسيط إعلامي وإنما تلح النفس علي أن أشهد بما يليني مما رأيت عيانا وعلمت يقينا من صفات وشمائل أخرى عظيمة للراحل لا يعلمها إلا ذووه أو من كان لصيقا به من الأصدقاء وقد كنت قريبا جدا من الراحل لعامين اثنين مباشرة قبيل إصابته بهذا الداء اللعين حيث كنا شريكين في المهنة والعمل والمكتب وكنت ذا صلة به في المنزل، كان ذا بر عميق ومشهود لذويه الأقربين يجري منه مجرى الدم في العروق و يملأ عليه جنانه ونفسه ووقته كما كان ذا بر موصول ومشهود بأهله عامه وعشيرته وكل من تربطه به وشيجة دم أو رحم فقد كان رغم ارتباطات المهنة المتعددة والمزعجة يقف شغولا بتدبير شؤون أهله وأقاربه, في قضاء حوائجهم في شتى مناحي الحياة ما استطاع لذلك سبيلا، في مؤآزرتهم ومساندتهم بالمال والراي والجهد، وكانت داره العامرة بكوبر دوما غاصة بأهله وذويه وأقاربه وأصدقائه، كانت قبلة يؤمها أهله وذووه صباح مساء حيث كان يلقاهم بالبشر والترحاب طلق الوجه متهلل الأسارير بأريحيته وجبلته المعهودة رغم ارهاق المهنة.

كان الراحل كذلك انسانا بكل ما تمتليء به الكملة من معان عظيمة، إذ كان فعالاً للخير معطاء للمحتاجين، حيث كان مكتبه (مكتبنا وقتئذ) مطروقا باستمرار للكثير من الفقراء والمساكين والأرامل والسائلين لا يردهم راد لينال أيهم ما يرزقه به الله على يد الراحل و ما تجود به استطاعته... كان بعضهم يأتي بصورة راتبه وينال عطاء منتظما من الراحل لتدبير قوته أو لتدبير بعض مصروفات دراسية لأبنائه أو لغيرها من حوائج الدنيا.. كان بعضهم يجلس منتظراً قدوم الراحل للمكتب لينال عطاءه دون أن يرى من الراحل تقطيبا للوجه أو اشاحة به، أو تذمرا أو ضيقا وقد يكون الراحل ساعتها قد قدم لتوه من جلسة عمل مضنية مليئة بالشطط والضجر والتأذي بممثلي الخصوم أو بالخصوم حسب ما نشهده في كثير من المؤسسات العدلية في بلادنا.

ولعمري هذا هو المحك والإختبار الحق لتحقق الإنسانية والترقي في مدارجها نحو معانيها الأتم وهو اختبار يتساقط دونه الكثيرون ممن حباهم الله بالمال والرزق الوفير والحظ. حتى من تلفح منهم بعباءة الدين. وهو اختبار له وزنه الأثقل في رصيد المرء لدى سعيه وكدحه لملاقاة ربه.
قال جل وعلا شأنه:-
"
لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس" صدق الله العظيم.

وبذلك عن الراحل أقول وبحق أنه لم يعش لنفسه ولم يكن فقط لها يتكلس بداخلها او ينكفئ عليها مؤاثرا إياها وإنما عاش لغيره، وكان لغيره، فهو ورغم وزنه المعلوم في المهنة وممارسته الطويلة (ثلاثون عاماً) ورغم ما كان يضطلع به من اعباء ومهام قانونية كبيرة ومتعددة وما يقدمه مكتبه من خدمات قانونيه نوعيه لم يكنز أو يفكر في كنز ما تعود به هذه الأعمال من كسب ليصيب به دنيا أو يبني به مجداً وإنما رحل دون أن يملك شيئا من حطامها لإن همه ومتعته كانت في إيثاره لغيره، كيف لا وهو الحاصل ومنذ وقت طويل على وثيقة الإقامة والعمل في الولايات المتحدة الأمريكية التي افتتن بها الكثيرون، وهو الذي أقام وعاش لفترة هناك وظل يملك هذا الحق إلى يوم رحيله، إلا أن كل ذلك لم يرقه وإنما آثر العودة والعيش على تراب وطنه وتحت سمائه على أي ميزات أخرى قد يصيبها في أرض المهجر وقد كلفه ذلك ما كلفه من ثمن لكنه رجح الوطن واختاره لحبه الصادق له وعشقه لترابه ولرائحته ولأناسه ولبسطائه. إذ لم يكن يتغنى بحب الوطن أو يبث لواعج الشوق للوطن من أرض المهجر كما يفعل المهاجرون وإنما كان ترديده لهذا الحب أمراً مكروراً ومشهوداً من داخل الوطن رغم أنه لم يكن ينعم فيه بحياة رغدة أو عيش هنيء أو يملك فيه منزلاً ولا حتى أرضاً شاغرةً بل كان يعاني كما يعاني الكثيرون ويكابد حياته ويعيش همومه مع غمار الناس من أقربائه وأهله وأصدقائه وزملائه منحازاً إليهم مؤثرا اياهم مخالقاً لهم بالخلق الحسن. وعلى هذه القيم السمحة وغيرها من قيم ومعان مما شهد به الأكثرون أسس سيرته العطرة وخلد ذكراه السمحة وأبقى أثره الطيب وبلغ مداه البعيد الذي يشهد به كل من يعرفه فذكّرنا في هذا المقام بقول الشاعر :-
يريد الملوك مدى جعفر ولا يصنعون كما يصنع
وليس بأوسعهم في الغنى ولكن معروفه أوسع

ارحم اللهم الراحل رحمةً واسعة، وأبق ذكراه عطرة وأرفه يتفيأ ظلالها أبناؤه وأهله ومحبوه ومعارفه، واجعل البركة فيهم جميعاً، واشمله اللهم بغفرانك وعفوك ورحمتك يا واسع المغفرة والعفو والرحمة، وألهمنا جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.


الصديق الزاكي الصديق (أبوظبي)